العوامل المؤثرة فى توازن القشرة الأرضية
المقدمة :
يتغير سطح الأرض باستمرار ، حيث يتأثر بعوامل مختلفة داخلية و خارجية تعمل على تغيّره باستمرار إلا أن هذه التغييرات لا يمكن ملاحظتها بصورة لحظية وإنما تظهر بمرور السنين والأزمنة، ومن ثَمّ فإن ثبات سطح الأرض في الحقيقة هو ثباتًا ظاهريًا فقط، فهو دائم التغير، وهذا التغير يكون تراكميًا أى أنه لا يلاحظ إلا بمرور السنين حيث تشكلت تضاريس سطح الأرض على مدار ملايين السنين، فلم تكن هذه التضاريس هى ذاتها منذ نشأة الأرض، ولكنها مرت بمراحل مختلفة وعوامل كثيرة أثرت عليها ومنحتها شكلها الحالى، كما أنها مازالت تحت تأثير بعض العوامل التى تغير شكلها الموجود حاليًا، مثل الرياح التى تحمل الرمال من مكان إلى آخر والزلازل والبراكين، وغيرها.
العوامل التى تؤثر فى تشكيل سطح الأرض إلى:
عوامل داخلية Internal Factors
هى العوامل التى تنتج من الاضطرابات التى تسببها الحرارة والضغط الكامنين فى باطن الأرض، وبعض هذه العوامل الداخلية مثل البراكين والزلازل يظهر تأثيرها بشكل سريع فى تغيير تضاريس سطح الأرض، والبعض الآخر يظهر تأثيره بشكل بطىء كما فى حركات بناء الجبال والانكسارات والالتواءات.
عوامل خارجية أو سطحية External Factors
هى العوامل التى تحدث على سطح الأرض نتيجة لتأثير الغلافين الجوى والمائى فى سطح القشرة الأرضية، مثل الرياح و المياه والتغيّرات فى درجة الحرارة.
هذه العوامل ينشأ عنها تأثير هدمى، حيث تعمل على إزالة تضاريس سطح الأرض لتجعله يساوى سطح البحر (يسمى المستوى القاعدى للنحت وهو أقل مستوى يمكن أن تصل إليه بسطح الأرض) وهو ما يعرف بالعمل الهدمى أو التعرية. وكذلك لها عمل بنائى حيث تعمل على نقل وترسيب الفتات الصخرى من مكان إلى آخر، وتعمل العوامل الداخلية والخارجية معًا فى نفس الوقت ليظل سطح الأرض فى حالة توازن.
التعرية Denudation
هى عملية تفكك الصخور من سطح الأرض فى منطقة معينة بفعل العوامل الخارجية من رياح ومياه جارية و أمواج بحار، ونقلها إلى مناطق أخرى جديدة لتترسب. وتعمل التعرية على تشكيل وتغيير معالم الأرض بتفتيت الجبال وردم الأودية وجعل الأنهار تظهر أو تختفى. وهى في العادة عملية بطيئة وتحدث تدريجياً على مدى آلاف أو ملايين السنين.
مراحل التعرية :
كثيرًا ما نلاحظ الفروقات التى تتضح على سطح مبنى قديم وقد مر عليه فترة من الزمن وبين سطح مبنى حديث، حيث يتجلى ذلك فى ملمسه فالأول خشن ومُتشقق والآخر ناعم وبرَّاق ويرجع ذلك إلى تأثير عملية التَّجوية والتى يتفاوت تأثيرها من صخر لآخر.
ويُقصد بالتَّجوية تفتت وتحطُّم الصخور على سطح الأرض إلى جزيئات أصغر بفعل العوامل الطبيعية دون أن يتغير التركيب الكيميائى للمعادن المكونة لها كما فى التجوية الميكانيكية، أو تحلل المعادن المكونة لها وتكوين معادن جديدة كما فى التجوية الكيميائية، وهى عملية خارجية لا صلة لها بباطن الأرض ونرى تأثيرها بعد مرور فترة زمنية طويلة. وتبعًا لاختلاف الطرق التى تتفكك وتتكسر أو تتحلل بواسطتها الصخور عند تعرضها لفعل التجوية، تم تقسيم التجوية إلى نوعين هما التجوية الميكانيكية والتجوية الكيميائية.
٢. النقل والترسيب Transportation and Deposition
يقصد بعملية النقل حمل المواد المفتتة والمفككة ونقلها من مكان إلى آخر لترسيبها، ويسبب التأثير الهدمى لعملية النقل على تفتيت وتكسير الصخور بفعل عدد من العوامل مثل التيارات الهوائية والمائية المختلفة مثل الأنهار والجداول والجليديات. وتنتهى عمليات النقل المختلفة للمواد المحولة بالترسيب حيث تصل عوامل النقل بالرواسب إلى مناطق منخفضة فوق سطح الأرض تعرف بأحواض الترسيب، وفى هذه المناطق تفقد عوامل النقل قدرتها على حمل الرسوبيات فتستقر الرسوبيات على صورة طبقات.
تعليقات
إرسال تعليق
الرجاء ترك تعليقك على الموضوع ، رأيك في التنظيم ، مشكلتك ان واجهتك أي مشكلات .